صدمة وقعت على عقلي وصخرة سقطت على قلبي وعاصفة هجمت على صدري وناراً اشتعل في كياني
, ورأيت قطعة حمراء بحجم قبضة يدي قد سقطتْ من الطرف الايسر من صدري وهوتْ بين أقدامي
, إنه قلبي , أخذت أركض على الدرج الطويل , يا إلاهي ما أطوله! وكأنه يحتاج قطع البحار السبعة لاجتيازه
, صرختُ قائلاً: " انتظر أرجوك اسمعني انتظر ...." وأخذت أقفز على الدرج الطويل ,
أترك بعض درجاتها لأقفز في أخرى وأنا أشتم من قام ببناء هذا الدرج الطويل , فكيف يقطعه رجل قد اشتعل رأسه شيباً ,
وفجأة رأيت المكان أمامي وكان كل شئ فيه يرقص , الباب يرقص , الخزانات ترقص , الساعة ترقص
ص , الدرج يرقص أيضاً على إيقاع طبلة قلبي السريعة فلا أرى إلا السواد أمامي
, أعجز عن رؤية شئ وأشعر بالكرة الأرضية تدور تحت قدمي وكأنني بهلوان سيرك يركب على الكرة ليدهش جمهوره ففقدت التوازن وسقطت على الأرض ,
أتحسس رأسي بأصابع يدي فأشعر بشئ يسيل من رأسي علمت أنه الدم , آآآآه رأسي يؤلمني ثم أغمضتُ عيني ولم أعلم ماالذي حصل ,,,,,,
لكن بعد مدة قصيرة قمت من مكاني وأنا متعب جداً والألم لا يطاق وخرجتُ من المنزل وأنا أركض قائلاً :" بني بني اسمعني مرة واحدة ’ استمع لأبوك للمرة الأخيرة " ولكنني لا ألقى جواباً ولا حتى نظرة منه
, أراه أمام عيني يركب السيارة وينطلق بسرعة , فأعود وكلي هموم وآلام إلى منزلي مرة أخرى فأسند يدي إلى الجدار, "ما هذا الذي يحدث ؟ إن يدي تدخل في الجدار ,هل أنا أحلم ؟ أتمنى ذلك , يدي وجسدي كله يدخل في الجدار ويمكنني أن أخترقه , لماذاااااا؟؟
, ثم أتراجع بضع خطوات للخلف وفي أسفل الدرج الطويل أرى شخصاً يشبهني بشدة
, إنه نسخة مني ولكنه ينزف دماً وعيناه مقفلتان كالباب المقفل بإحكام , ولا يتحرك فهو كالجماد , يا إلاهي إنه طبق الأصل مني , تذكرت المقولة المشهورة التي تقول : "يخلق من الشبه أربعين " وهذا واحد ممن يشبهني ,
وفجأة رأيت المرآة أمامي ,, تلك المرآة التي كنت أمشط فيها شعري أيام شبابي كل صباح , يا للغرابة ! ما هذا ؟ لا يمكنني رؤية نفسي في المرآة , أنا أقف أمامها ولكن لا أرى نفسي !
, نظرت إلى نفسي وإلى الرجل الملقى عند الدرج الطويل , فهو ليس نسخة مني بل أنا هو ذلك الشخص , لقد علمت الآن أنني روح ذلك الشخص الملقى هناك
, مات الرجل فخرجتُ أنا روحه من جسده , يا إلاهي أنا خائف جداً
, لن يسامحك الله يا من بسببه مات والدك , وأكملت قائلاً بأعلى صوتي : " أيها العاااق سوف تندم إن شاء الله ".
اش رايكم